#الثائر
توصلت دراسة حديثة إلى أن الرضع والأطفال الصغار الذين يتناولون المضادات الحيوية هم الأكثر عرضة لخطر السمنة في وقت لاحق من حياتهم.
ووجدت مراجعة بيانات أكثر من 300 ألف طفل أن المضادات الحيوية الموصوفة خلال أول سنتين من عمر الأطفال، تزيد مخاطر الإصابة بالبدانة بنسبة 26%.
وكلما طالت مدة تعاطي الأطفال للأدوية، وزادت أعداد المضادات الحيوية، ازدادت المخاطر.
أما الفتيات اللواتي يتناولن أربعة أنواع أو أكثر من هذه العقاقير، فمن المرجح أن يصبن بالسمنة في وقت لاحق من حياتهن بنسبة 50%.
وقد أعطي حوالي ثلاثة أرباع الأطفال الذين خضعوا للدراسة، مضادات حيوية قبل بلوغهم العامين من العمر.
ومن بين 47 ألفا أصيبوا بالبدانة، كان 90% منهم ممن تناولوا المضادات الحيوية أو أدوية الحموضة.
ويقول الباحثون إن هذه الأدوية القوية يمكن أن تقضي على البكتيريا الجيدة في الأمعاء، ما يساعد على اكتساب وزن زائد في الجسم.
وقال الدكتور كادي نيلوند من جامعة العلوم الصحية في ميريلاند، وهو معد رئيس للدراسة: "هناك الكثير من المضادات الحيوية غير الضرورية التي توصف للأطفال الرضع الذين قد لا يحتاجون إليها، لأشياء مثل نزلات البرد الشائعة".
وأضاف نيلوند قائلا: "يجب أن نكون حذرين بشأن الأدوية التي تسبب خطر السمنة لأن الذين يعانون من السمنة المفرطة في مرحلة الطفولة عادة ما يزيد وزنهم في مرحلة البلوغ، ما يعرضهم لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري ومشاكل القلب".
ولطالما ارتبطت المضادات الحيوية بالبدانة، حيث أن المزارعين على سبيل المثال يستخدمونها في الماشية للغرض الصريح المتمثل في زيادة الوزن.
وفحصت الدراسة المضادات الحيوية والمضادات الحمضية لأكثر من 35 ألف طفل في أول عامين من عمرهم، وتتبعت سجلاتهم الطبية حتى سن الثامنة.
وارتفع متوسط عامل خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 26% بسبب وصفات المضادات الحيوية، وبنسبة 1% أو 2% فقط عند تناول مضادات الحموضة.
وأظهر المسح وجود خطر خاص على الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية، والذين يعتقد أنهم يفتقدون لبكتيريا الأمعاء المهمة التي تنتقل عبر قناة الولادة.
ومع ذلك، يشكك عدد من الباحثين البريطانيين في نتائج الدراسة، حيث قالت البروفيسورة هيلين ستوكس لامبارد، من الكلية الملكية للأطباء العموميين إن النتائج "مثيرة للاهتمام للغاية"، ولكنها لم تثبت بشكل قاطع أن المضادات الحيوية تسبب البدانة، وأضافت: "من المهم جدا إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال".
وقال الدكتور ماكس ديفي، من الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الأطفال، إن الدراسة الأمريكية لم تأخذ في الاعتبار الأسباب الأخرى لسمنة الأطفال مثل البيئة المنزلية أو وزن الأم.
المصدر: ديلي ميل + روسيا اليوم