#الثائر
نظمت لجنة المرأة والطفل في بلدية صور والجمعية اللبنانية لمكافحة السرطان ، بالتعاون مع وزارة الصحة، ندوة حول الوقاية من سرطان الثدي بعنوان "صوري بالسنة مرة حتى ما نخسرك بالمرة"، في اوتيل بلاتينيوم في صور، في حضور وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الاعمال عناية عز الدين وعدد من الفعاليات السياسية والاجتماعية والطبية ومهتمين.
بعد مداخلة علمية من الدكتور ناجي الصغير حول سرطان الثدي واهمية الوقاية، كانت كلمة لمديرة مدرسة صور الأولى المتوسطة الرسمية إيمان جمعة، تحدثت فيها عن تجربة ابنتها مع هذا المرض.
ابو صالح
وألقت أبو صالح كلمة البلدية، طالبت فيها وزارة الصحة والمعنيين وكل من هو في موقع المسؤولية "بأخذ وضع المرأة المصابة خلال وبعد العلاج في الإعتبار، مع تأمين عملية ترميم الثدي بعد انتهاء العلاج"، ولفتت إلى "أهمية تخطي الخوف والعوائق والتوجه للكشف المبكر".
عز الدين
بدورها قالت الوزيرة عز الدين: "نلتقي ضمن حملة توعوية صحية للوقاية من مرض سرطان الثدي الذي يأتي في مقدمة أنواع السرطان، الذي يصيب النساء في العالم، وفقا لما تؤكده منظمة الصحة العالمية. ونجتمع في اطار الجهود المبذولة للوقاية من هذا المرض وبمبادرة شبابية من طالبي طب واعدين من مدينة صور، وقد بات معروفا في العالم ان هناك استراتيجيات للوقاية يجب ان تطبق وذلك عن طريق الوقاية اولا والكشف المبكر عن السرطان والتشخيص المبكر الذي يحظى باهمية كبرى، فيما يخص معظم أنواع السرطان. ففي غياب التشخيص المبكر، فإن الكشف عن المرض لن يتم الا في مراحل متأخرة قد لا يكون فيها العلاج الشافي خيارا متاحا بعد ذلك. من هنا اهمية حملة "صوري بالسنة مرة حتى ما نخسرك بالمرة" والتي تهدف الى التوعية بالمرض ومشاركة المعلومات عنه، إضافة إلى توفير خدمات الكشف والفحص المتعلقة به".
واضافت: "ان احد الجوانب المهمة في هذه الحملات الوطنية انها ناتجة عن جهود مشتركة بين الدولة ممثلة بوزارة الصحة والبلديات وجمعيات المجتمع المدني والجمعيات الصحية. هذه الشراكة تعتبر اليوم من شروط نجاح اي مساهمة على طريق التنمية المستدامة. وكما هو معلوم، فان الوقاية ترتقي بمستوى الصحة العامة على مختلف الصعد لأنها تحصن الجسم وجهاز المناعة ضد الكثير من الأمراض السرطانية وغير السرطانية، وهذا الارتقاء هو شرط ضروري ولازم للحفاظ على توازن المجتمع وانتظامه وتنميته المستدامة (وردت الصحة هدفا ثالثا من اهداف التنمية المستدامة التي اطلقتها الامم المتحدة في العام 2015، وهذا الهدف يعتبر مساهما رئيسيا في الاهداف الأخرى الستة عشر، فمن دون الصحة يتعذر تحقيق العديد من تلك الأهداف)".
وتابعت: "هذه التنمية هي عملية متكاملة ومترابطة، فالصحة مرتبطة بالتعليم وبالبيئة السليمة وبمكافحة الفساد وبالاعتماد على التكنولوجيا وباعطاء الفرص المتكافئة. ونحن نلمس هذا الامر في لبنان بشكل مباشر لاننا نعيش نتائج الارتباط المباشر بين الوضع الصحي والوضع البيئي. يؤسفنا ويؤلمنا اننا امام واقع مفاده أن أحد أبرز الأسباب المساهمة بارتفاع مستوى الإصابة بالسرطان في لبنان اليوم هو ارتفاع نسب التلوث الناتج عن عدة عوامل من بينها ازمة النفايات التي تبدو من المعضلات المستعصية لدى السياسيين، مع انها في الحقيقة ليست كذلك بدليل ان كل دول العالم تقريبا لا تعاني من هذه المشكلة واوجدت سياسات واليات للمعالجة".
وأردفت: "قد تبين لي خلال متابعتي لهذا الملف في وزارة الدولة للتنمية الادارية ان جزءا اساسيا من الحل مرتبط بتغير سلوك المواطن اللبناني، وهذا يتطلب جهدا مشتركا بين الدولة والبلديات والمدارس والكشاف ومنظمات المجتمع المدني. على هذه الاطراف العمل لنشر ثقافة الفرز من المصدر، وهي الخطوة الاساسية للتعاطي مع النفايات على انها مورد يمكن الاستفادة منه والاستثمار فيه على اكثر من مستوى. وانا دائما اشير الى اهمية دور المرأة في هذا المجال. المرأة هي نواة المجتمع، واذا تغيرت سلوكيات النساء يمكن عندها ان نغير سلوكيات الاسر والافراد. المرأة لها تأثير كبير على الاطفال وعلى الرجال، ويمكن ان تعمل على تغيير الثقافة السائدة. وانا اعتقد ان مفاتيح معالجة مشكلة النفايات المستعصية في لبنان، تمتلكها النساء ويجب عليهن استخدامها من اجل حماية انفسهن واولادهن من نتائج التلوث الخطيرة والمدمرة والبداية عنوانها الفرز من المصدر".
وقالت عز الدين: "يمكن الاستفادة من الشراكة التي نشهدها اليوم في قضية مكافحة سرطان الثدي على مستوى معالجة قضية النفايات. ولكن هذه الشراكة على اهميتها يجب الا تلغي دور الدولة المركزي والجوهري، لا بل علينا الا نسمح تحت اي ظرف ان يلغى دور الدولة لانها هي التي يجب ان تكون الراعية والمعنية بتأمين الحاجات والخدمات الاساسية. واولى مهمات الدولة اليوم في لبنان هي تأمين الرعاية الصحية الشاملة لمواطنيها كافة".
اضافت: "الصحة هي من الحقوق البديهية للمواطنين والرعاية الصحية الشاملة ستساهم في تخفيف الفاتورة الصحية التي تعتبر من بين الفواتير الاكثر ارتفاعا في العالم، كما انها ستؤدي الى توسيع دائرة المؤسسات الضامنة لتشمل الجميع، ما سيدفع باتجاه توحيد المعايير لدى الجهات الضامنة. كما ان المطلوب تعزيز رقابة الدولة على القطاع الصحي باطبائه ومستشفياته ودوائه ومختبراته وكل عناصره الاساسية والفاعلة. ان هذه القضية يجب ان تكون على رأس اولويات الحكومة المقبلة التي ننتظرها بفارغ الصبر، والتي نتمنى ان تتشكل باسرع وقت لتتفرغ للتحديات الاقتصادية والمعيشية الكبرى. وهذا لن يحصل الا اذا ابتعد الافرقاء السياسيون عن منطق الحصص والحقائب والاحجام والاوزان. وانا ادعو الجميع للاقتداء بالمنهجية التي اعتمدها الرئيس بري في ملف تأليف الحكومة، والذي طالب بالحد الادنى مما يحق له، ايا كانت المعايير، وذلك من اجل تسهيل التأليف لما فيه مصلحة الناس".
وختمت: "نعود الى لقائنا اليوم والى قضيته المهمة والى المبادرة التي تعبق بأمل الشباب وحيوتهم والى اللفتة الوجدانية المتمثلة باستحضار ذكرى فقيدتنا لمى غازي السمرا، واتمنى ان نهدي روحها كل الفوائد المتأتية عن الحملة علنا بذلك نبلسم الم الفراق لدى عائلتها. انا استشعر هذا الالم لاني عايشته منذ اسبوعين مع فقدان اختي نجوى بسبب مرض السرطان. رحم الله لمى ونجوى وكل امواتكم على امل ان ننجح في مكافحة هذا المرض الخبيث والخطير من خلال التوعية على الوقاية ونشر الوعي".
وطنية -