#الثائر
- * " فادي غانم "
في فترة زمنية قصيرة واكبها عمل مضنٍ ومتابعة حثيثة لشؤون وقضايا لبنانية وعربية ودولية، تناولنا خلالها بعض الأحداث والمحطات اليومية بالكتابة والتحليل ومحاولة استقراء المواقف، حقق "الثائر" أرقاما جاءت مفاجئة ومتخطية دائرة التوقعات، خصوصا وأننا لم ننحدر إلى التعمية واستدراج القارىء إلى متابعة بعض الأخبار التي لا تستأهل الحبر الذي كتبت به (الحبر مجازا) لرفع عدد القراء، وكان هاجسنا وما يزال أن يبقى شعار "الثائر" حاضرا كمهمة دائمة "إعلام لعصر جديد".
كان التحدي كبيرا وسط فورة المواقع الالكترونية، وفي ظل فوضى إعلامية لم نشهد مثيلا لها من قبل، لكن لم نتراجع أو نتوانى، متكئين على خبرة نعتدّ بها في ميدان الإعلام الكلاسيكي، ونقصد هنا الصحافة الورقية وما شكلت تاريخيا من مدرسة إعلامية اتسمت بالرصانة والانفتاح والمهنية، وكان لبنان وما يزال رائدا، وعمم تجاربه في الإعلام العربي، غير أن ثمة صعوبات تمكنا من مواجهتها في حدود كبيرة ونطمح إلى ما هو أبعد، لا سيما في ما يتعلق بسبل مواكبة التطور في ميدان الإعلام على الشبكة العنكبوتية.
وفي تقييم أولي، استطاع "الثائر" أن يفرد لنفسه مساحة خاصة في فضاء الإعلام الإلكتروني، وتناول بجرأة موضوعات مهمة وتصدى بجرأة أكبر إلى إشكاليات السياسة في لبنان، نقدا وتحليلا، ولا نقول أننا أصبنا دائما، فعندما تتصارع الأفكار لا يمكن لأحد أن يدعي أنه يملك الحقيقة، لكن دأبنا أن نخلق فسحة من النقاش حيال كل القضايا التي لم تتخطَّ إشكاليات غير منفصلة عن واقعنا السياسي والوطني المأزوم، انتقدنا، نوهنا وأثنينا، في حدود تبني التنوير كحاجة موضوعية راهنا ومستقبلا، وهذا الأمر تطلب أن نرفع هالة القداسة عن السياسة في حدود لا تطاول الأحزاب والتيارات والتجمعات والأشخاص إلا بمواقفهم، وقصدنا أن نحرك أمورا لا بد من مقاربتها بغير المعهود من مواقف، إما تندفع لتنتقد فتخطىء وتجرح، وإنما تمعن في المديح فتفقد مصداقيتها.
وينتظرنا الكثير من العمل، خصوصا لجهة تطوير الإعلام التفاعلي غير المنفصل عن مواقع التواصل الاجتماعي وفضاء الاتصالات والسرعة في مواكبة الأحداث والتطورات، وتنتظرنا أيضا الكثير من المهام في سياق توجهات عامة، لجهة ألا ننحاز إلا لهموم الناس وقضاياهم!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس " جمعية غدي "