#الثائر
دون صخب ولا ضجيج ولا استعراض، يؤكد رئيس لجنة المال والموازنة أمين سر تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان مهنية عالية، مسؤولا ونائبا وفي أي موقع كان، وهو من بين قلة من مسؤولين فرضوا حضورهم بإرادة واعية وعزيمة صلبة، وقدموا مثالا على ما يجب أن يكون عليه رجل الدولة بسعة علم وكبير مناقب وقيم، وبمراكمة خبرات وتوظيفها في الموقع الصحيح.
ويبقى كنعان القادم من بين الناس بعيدا من إرث الإقطاع والثروة، حاضرا بأبعد من التقليد السياسي في وطن مصادر من الوارث والموروث، ومن الطارئين على الحياة السياسية بالمال والصدفة، وهذا تحد يضاعف المسؤولية لجهة ترسيخ تجربة شخصية متكئة على إرث بناه بالتعب والسهر، وبالنضال في حاضرة المعاناة، فارضا هالة هذا الحضور على الخصوم قبل الحلفاء.
لم نعتد يوما في "الثائر" على التنويه والإشادة بأي مسؤول في الدولة، فهذا ما لا يدخل في نطاق عملنا المهني، لكن فيما نشهد من مهاترات وتراشق كمشهد يومي، يصبح التنويه واجبا لنقول أن ثمة قامات لبنانية جديرة بالتقدير والاهتمام، لنقدم نموذجين متناقضين، ونعرف الحد الفاصل بين ممارسة السياسية بفروسية وممارستها بالكيد والنوازع والانحدار نحو خطاب يؤجج صراعاتنا الداخلية، ويبقي لبنان مشرعا على التعصب والغرائز دون حد أدنى من قيم ومبادىء.
ما استوقفنا اليوم كلام قاله كنعان في مؤتمر "الاصلاح والرقابة الدولية" الذي شارك فيه بدعوة من الحكومة البريطانية، والذي اقيم في لندن بالتعاون مع البنك الدولي ، بمشاركة وزيرة الدولة لشؤون التجارة والصناعة في بريطانيا كيلي تولهارت، وزير الدولة لشؤون التجارة والصناعة السابق في بريطانيا اللورد هانلي، فضلا عن مسؤولين في البنك الدولي وحكوميين اوروبيين واميركيين وممثلين عن كبرى الشركات العالمية، حين أكد أن "الرقابة والإصلاح وفقا للمعايير العالمية، يخلقان الثقة والارادة القوية للاستثمار ويعززان النمو والاقتصاد"، مشددا على ان "هذا ما شكل القاعدة الاساسية لعملنا في السنوات الماضية في لجنة المال والموازنة النيابية ونأمل ان يشكل أولى أولويات الحكومة المقبلة".
عارضا لما حققه لبنان لجهة إقرار موازنتي 2017 و2018 مع اصلاحاتهما، واعادة تكوين حساباته المالية منذ العام 1993 الى اليوم، خطوات كبيرة جدية باتجاه الاصلاح المالي والتدقيق لاستعادة ماليته العامة الى كنف المعايير العالمية. وهو يتطلع اليوم، الى التعاون مع الأنظمة الرقابية الفاعلة كبريطانيا لتفعيل وتعزيز تجربته البرلمانية".
لا نملك إلا الإشادة مجددا لأننا ننتمي إلى طينة الوفاء، وإلا أن نقول: إبراهيم كنعان... مرحى!