#الثائر
لا نملك حيال ما نواجه من أزمات إلا التندر من وجع ومعاناة، فيما نرى لبنان يسير القهقرى نحو الحضيض في كل شيء، ولا أمل نعلق عليه أمنياتنا الضائعة، ولا آفاق مرئية نركن عندها أحلامنا الذاوية، محكومون بالبلادة في السياسة وهي نتاج واقع مأزوم ومحكوم بالنكد اليومي، تصريحات ومواقف وتغريدات تؤكد أننا لا نزال في آخر قائمة الأمم والدول على مقياس الفساد وسوء استخدام السلطة والتخبط من فوضى إلى فوضى.
واقعنا كوميديا تستحضر مع الضحك البكاء الـــمُــــرّ، ولا نملك إلا السخرية لنخفف من وطأة المعاناة، وتكفي جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي لنرى كيف أن الناس يلجأون إلى التندر والتهكم سبيلا وحيدا للتنفيس عن أحزانهم وآلامهم، حتى أن بعض الساسة بدأ يساورهم القلق من تعليقات تؤكد أن ثمة وعيا جماعيا وإن كان لا يعبر عن نفسه في الموقع الصح، أي في الشارع، مع حركة اعتراض مفترض أن تتنامى في مواجهة كل هذا الفساد، فالسلطة ليست مكاسب لفرقاء سياسيين، وإنما هي قبل أي شيء آخر منصة لتحقيق مطالب الناس وتحقيق رفاههم وصون كراماتهم.
وأكثر ما استحضر السخرية وكان مادة للتندر قضية الكهرباء، ولا سيما ما يتعلق بعدادات المولدات الخاصة، وكيف أن الدولة حزمت أمرها في هذا الملف ونأت عن ما هو أهم، خصوصا ما يتعلق بوعودها لجهة تأمين الكهرباء 24/24، حتى أن أحدهم علق على الإجراءات المتخذة قائلا: "تمخض الجبل فولد فأرا"!
وحتى الآن ما تزال الدولة عاجزة عن تأمين الكهرباء، وهذا ما خلق مبررا لوجود أصحاب المولدات ، وما يمكن ملاحظته أنهم (أي أصحاب المولدات) وحتى الساعة غير عابئين بالمحاضر، ويراهنون على إلغائها في توقيت معين، وإلا لما خاطروا في التمرد على قرارات الدولة، فضلا عن أن كثيرين من أصحاب المولدات لم يركبوا عدادات بعد، ودوريات مصلحة حماية المستهلك مستمرة في عملها.
أمام هذا المشهد السوريالي تعالت صيحات المواطنين، بعضهم دعا إلى التعليق على الشبكة العامة، وبعضهم نادى بــ "التوتر العالي" في توصيف لما يجري بين الدولة وأصحاب المولدات، أما ما بدا أنه حظي بشبه إجماع، فهو المطالبة باستحداث وزارة المولدات الخاصة، وطالما أن "التوتر" سائد، فتبنى أحدهم، ومن باب السخرية استحداث "وزارة المولدات الخاصة والتعليق العالي"!