#الثائر
لاحظ وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال مروان حمادة "سقوط المعايير الحقيقية للحياة في البلد، وافتقاد الجمهورية اللبنانية للقيم"، ورأى في الكنيسة "رمزا اساسيا لوحدة لبنان".
كلام حمادة جاء خلال زيارة قام بها راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار الى "السراي الحمادية" في بعقلين، عقب ترؤسه قداسا احتفاليا اقيم في كنيسة مار الياس الحي في البلدة، بمشاركة الوزير حمادة ورئيسي بلديتي بعقلين وديردوريت عبدالله الغصيني وانطوان سعادة وشخصيات واهال.
ونوه حمادة في كلمة ترحيبية بالعظة التي ألقاها المطران العمار في "البلدة التوأم لدير القمر واحدى أبرز المدن ثقافيا واجتماعيا وسياسيا وروحيا حيث لعبت دورا اساسيا في الوحدة الوطنية وتاريخ لبنان".
وقال: "اننا نعتبر كأهل بعقلين بأن الكنيسة هي رمز اساسي لوحدة لبنان ولما ناديت به في عظتك، وتوقفك عند هموم الوطن واهمية تجاوز كل الصعوبات التي نعيشها ودعوتك الى الالفة والمحبة. وهذه المحطة سيكون لها اساس مهم في الايام التي ستلي".
ونقل الوزير حمادة للمطران العمار "تحيات وترحيب واحترام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط له كما احترامه الدائم وتقديره للكنيسة ودورها في الجبل" مشيدا بما جاء في عظته عن المحبة.
وقال: "ان اي نظام او تنظيم للعلاقات بيننا ومع كل الناس صعب تطبيقه اذا لم يكن مقرونا بالمحبة، لا سيما واننا نرى وضع البلد وكيفية سقوط المعايير الحقيقية للحياة فيه وكذلك القيم التي تفتقدها الجمهورية اللبنانية".
أضاف: "شرفتنا بالزيارة الى دار عائلة حمادة صحيح، ولكنها دار كل ابناء بعقلين، وبالمناسبة فان الحصة التي تخصني من هذه الدار ستكون وقفا للبلدة وكل اهلها، وهي محطة من المحطات كعائلة تقي الدين والمكتبة الوطنية التي ناضل وليد بك جنبلاط من اجل استعادتها كمنارة ثقافية في ما كان بعض الآخرين يحاول اعادتها الى سجن او كركون".
وختم: "شرفتنا بعد قداس كنيسة مارالياس الذي سيبقى جرسها يصدح بالقرب من مئذنة البرج في القصر هنا التي كانت تدعو الى الصلاة، وليس صدفة انطلاق الامير فخر الدين من هذه البلدة الى دير القمر ولاحقا كل بلاد الشام لكنه سيبقى في النهاية رمزا لهذه البلدة ووحدة الجبل ولبنان الكبير الذي سنحتفل بمئويته بعد سنتين على امل ان تصبح ألفية والى ابد الآبدين آمين".
العمار
من جهته، ألقى المطران العمار كلمة شكر فيها الوزير حمادة على "الاستقبال وهذه اللفتة"، وقال: "محبتنا كبيرة لكم ولهذه البلدة واعتزازنا بتاريخها. ولو سألت كل حجر من مداميك هذا الصرح لوجدت عنده حكايات وقصصا تعبر عن المحبة. وهذه الوجوه التي هي من تراث هذه الدار انما تعبر ايضا عن شهامة وبطولة ومحبة للوطن دافعت عنه وعن اهله. والمميز ايضا ابن البلدة القائد العظيم فخر الدين الذي انتقل من هنا الى كل الوطن والمنطقة واخاف الدولة العثمانية، ليس لكونه قائدا عسكريا فحسب، وانما فنان وبناء للمحبة في لبنان وبالانفتاح على كل اللبنانيين. وهذا تاريخ المنطقة وهذا البيت كما كل بيوتاتنا العريقة في لبنان. ولو بني هذا البيت على البغض والانفراد فلم يكن ليصمد، ولكن بتعاونه ومحبته واخلاصه للوطن صمد. وبإذن الله ورعايتكم والعائلة الكريمة وبعقلين وبلديتها يبقى كل حجر يحكي قصته في هذه السراي وكل البلدة وكل معلم يحكي اهل البلدة في حبهم للوطن والتضحية في سبيله، وانفتاحهم على كل ابناء الوطن وبوجود كل الخيرين والمخلصين وجميع اهل بعقلين والمشايخ الاجلاء لا خوف على الرسالة ولا خوف على بعقلين".
ثم تسلم من الوزير حمادة صورة قديمة لأحد مشايخ العقل من البلدة في السراي الحمادية.
قداس
وكان المطران العمار ترأس قداسا في كنيسة مار الياس الحي عاونه فيه لفيف من رجال الدين، وألقى خلاله عظة تناول فيها "أهمية العيش المشترك في هذه المنطقة المحببة". وقال: "العيش المشترك أساس للعيش الدائم بأمان وسلام مع بعضنا البعض".