#الثائر
احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر بالقداس الالهي في دير راهبات العائلة المقدس المارونيات في الاشرفية، بمناسبة اعادة تجديده واطلاق العمل فيه، عاونه المونسنيور أمين شاهين، المونسنيور عبدو واكد، رئيس مدرسة الحكمة برازيليا الخوري بيار ابي صالح، رئيس الجامعة الانطونية الاب ميشال الجلخ والشماس جورج عازار.
شارك في القداس الوزراء: نقولا التويني وميشال فرعون، النواب نقولا الصحناوي، انطوان بانو وفريد البستاني وممثلون عن القوى العسكرية، الامنية، الرئيسة العامة للرهبنة الأخت ماري أنطوانيت سعادة، الرئيسة العام لراهبات القلبين الاقدسين الاخت دانييلا حروق وحشد من الراهبات والمؤمنين.
مطر
بعد الانجيل المقدس، القى المطران مطر عظة جاء فيها: "إخوتي وأخواتي الأحباء جميعا بالرب يسوع المسيح. ها إني أصنع كل شيء جديد يقول الرب، في ما تلي علينا، والانجيل المقدس يحدثنا في عرس قانا الجليل عن الخمر الجيد الذي أتى بعد الخمر الأقل جودة وكان يرمز بذلك إلى المسيح، هو خمرة الدنيا وسبب فرحها وخلاصها، منه نأخذ كل فرح وكل نعمة، هو الذي دعي آدم الجديد وهو الذي أقام بين الله والناس في الكنيسة العهد الجديد والذي وعد بأن نجدد كل شيء ما في السماء ومما على الأرض. نحن دعاة الإنسانية الجديدة المتفلة من شرورها وخطاياها وانقساماتها والذاهبة إلى الوحدة والسلام والمحبة، هذه رسالتنا وتبقى إلى آخر الدهر. أما الجديد الذي يجب أن نتحدث معكم فيه اليوم، فهو الذي أتى على يد مؤسس الرهبانية والذي كان وراء قيام الدولة اللبنانية العام 1920 المثلث الرحمات البطريرك الياس الحويك، بفضله واللبنانيين معه وحوله وبعد سقوط الرجل المريض العثماني، كان قيام الدولة اللبنانية التي نحلم اليوم برعايتها، وبعد سنتين سنعيد مئة عام على قيام هذه الدولة وسوف نكون مسؤولين عما قمنا به خلال مئة عام، فهذه حوافذ جديدة لنا بأن نكون خلقين بالأجيال التي سبقتنا والتي أسست لهذه الدولة العزيزة التي هي محط فخرنا وخلاص شعبنا، الشعب اللبناني سبق دولته بمئات السنين، بنى بيته حجرا حجرا، صنع الوحدة بين طوائفه بالروح والمحبة، اتفقوا جميعا مع البطريرك لتكون لغتهم واحدة، وكان الحويك يقول في لبنان لي طائفة واحدة اسمها لبنان. وكان في الحقيقة محبا لجميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين على السواء، وكان بذلك مثلا صارخا حول قيام لبنان الواحد والمتنوع في آن معا. هذا الرجل الكبير اهتم بشعبه إبان الحرب الكونية الأولى، رهن صليبه وكل أراضي بكركي ليخلص الشعب من الجوع وقد قضى ثلثنا موتا وهاجر ثلث وأكملنا بالثلث الاخير ولبنان اليوم مدين لكل هؤلاء الشهداء".
وتابع: "بعد الحرب وقيام الدولة اللبنانية برز البطريرك رجل بناء ورجل سلام، صنع لكنيسته قرارات هامة إذ ربطها بالعالم الخارجي بصداقات متينة فأنشأ مركزا في اسطنبول ومركزا في باريس ومركزا في القدس وهنا في لبنان كان له دور كبير في بناء المدارس والاهتمام بالرجل والمرأة اللبنانية بصورة خاصة. فأسس الجمعية التي نحن في بيتها اليوم فرحين، وزرع الراهبات بناته في كل لبنان من عكار إلى الجنوب إلى بيروت هنا، وكان دأبه أن تتعلم المرأة اللبنانية وأن تكون قادرة مع الرجل على صنع لبنان الحديث، لبنان الجديد. فننحني أمام هذا الرجل الكبير الذي كانت له هذه الأفكار الواسعة وهذا الرأي السديد في بناء لبنان المجتمع، ولبنان السياسة، ولبنان الوطن لجميع بنيه. وفي بيروت كان هناك أسقف وصل إليها في العام 1919 بعد الحرب هو المثلث الرحمة المطران اغناطيوس مبارك سلفنا الصالح، وكتب رسالة إلى أهل أبرشيته قائلا الموت حصد منا العديدين، كنائسنا هدمت، مدارسنا أقفلت حتى مدرسة الحكمة لسنتين، أصحبت ثكنة عثمانية فعلينا أن ننهض ببلادنا من جديد، وأن نجدد صورة الوطن، فالتقى مع البطريرك على عمل تجديدي في المجتمع أولا ثم في الوطن وفي السياسة، وأنتم تعرفون عندما اعتقل رجال الاستقلال في راشيا، جمع النواب في بيته في الحكمة ورفضوا عمل المنتدب حتى ولو كان هذا المنتدب فرنسا لأن لبنان يأتي أولا وقبل كل شيء فكان ما كان وصدر قرار الاستقلال بقوة اللبنانيين، وها نحن اليوم نفيد من البطريرك والمطران معا حتى نكمل مسيرة الوطن. فيا أيها الإخوة الأحباء، نطلب منكم من أجل لبنان أن يكون عملنا على مستويات عدة، طبعا على مستوى السياسة نصلي من كل قلبنا من اجل أن نتفاهم ونتوحد حول فخامة رئيس الجمهورية وأن نتفق على الحكم في لبنان، على أن تسير سكة الحكم مسيرتها الطبيعية، لا يمكن أن ننقذ بلدنا بالتفرقة، لن يخلص لبنان إلا بوحدة اللبنانيين من أجل هذا الوطن العزيز الغالي".
وتابع: "نعم أيها الاحباء، مجتمعنا بحاجة إلى دولة، إلى حكومة تأخذ القرارات، المدارس تنتظر والصناعيون ينتظرون، إلى متى يكون هذا الانتظار؟ المدرسة الخاصة في لبنان أسهمت في صنع لبنان وهي مسؤولة عن ثلثي تلامذة لبنان فهل نتركها تتخبط في مآسيها؟ أم نساعدها في الظروف العصيبة التي نمر بها، نطالب جميع النواب المئة والثمانية والعشرين بأن يساندوا المدرسة الخاصة من أجل لبنان لتستمر بعملها لأنها هي مسؤولة عن الكثير الكثير لاستمرار الثقافة في لبنان. وعلى مستوى الاقتصاد أيها الاحباء، الناس بحاجة إلى العمل إلى الانتاج، الناس بحاجة إلى الاستثمار، متى تسير العجلة؟ في هذا القداس نصلي حتى نصل إلى مبتغانا، حتى تسهل الأمور كلها وحتى يتجدد فينا ما يجب أن يتجدد. هذا البيت على سبيل المثال كان مدرسة أعطت الكثير الكثير لسيدات المجتمع اللبناني من مثقفات ومسؤولات، كان لها أيام جميلة في تاريخ المدينة، قررت الرهبانية أن تنقلها إلى عمل إجتماعي آخر ضمن الحركة التصحيحية في الرهبنة، أن تكون الراهبات في خدمة البنات في لبنان، في مجتمع متجدد، أن تفتح البيت لاستقبال طالبات جامعيات".
وختم مطر: "نهنئ الرهبانية العزيزة على قرارها، على هذا التجديد على ما تتحمل من صعوبات في كل مدارسها في كل لبنان في إيمان وطيد أن غدا سيعطينا الله نعمة لنحل قضايانا. نشكر الله هذا المساء على هذا الدير المتجدد، على هذه الخمرة الجديدة في بيروت من أجل حضور مسيحي خادم للمستقبل على مستوى المرأة في لبنان وفي العاصمة. هكذا نفهم عمل المسيح الذي أبقى الخمرة الجيدة إلى الآن، حب المسيح يرفعها إلى أعلى، يرفع كل الناس وكل العالم وكل الشعوب لأن المسيح ليس ملكا لنا، المسيح لكل العالم وهو يلهم المحبة والسلام والعطاء فلا نكن نحن مع المسيح إلا خداما صالحين لمجتمعنا وللعالم بأسره. من جديد نشكر الله على هذا العمل الجميل ولتكن حياتنا مجددة بالمحبة والعطاء والنعمة ولكم منا صلاة في هذا القداس، حتى تكون كل هذه الأمور بحسب رغبات كل منكم وبحسب رغبة لبنان بالسلام والتجدد باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين".
سعادة
والقت سعاده كلمة قالت فيها "واقيم في اورشليم عيد التجديد عيد التدشين اي المسح بالزيت والتكريس عيد الانوار( يوحنا 10 22)، واليوم يقام في هذا البيت عيد التجديد برعاية المطران بولس مطر. انه اولا عيد اللقاء من جديد على ارض داستها اقدام المؤسس والمؤسسات بين جدران صرح شهد على تضحيات اخوات لنا، واحتضن الانفاس الاخيرة للام اسطفاني كردوش رفيقة الام روزالي نصر وملهمة الام الحويك. في عودة الى مجريات التاسيس بعدما استاذنت الام اسطفاني الاب المؤسس لشراء بيت للجمعية في بيروت اوعزت الى الاخوات الراهبات بان تقام تساعية لام المعونة الدائمة وهبطت الى بيروت تطوف احياء المدينة من الصباح الى المساء، وتعود الى قلاية مار جرجس فتنام على كرسي في غرفة الاستقبال وما طلع الصباح حتى اعادت الكرة الى الاحياء وهي واقفة امام دار لآل داغر في الاشرفية تتأملها الام وتقول هذا هو البيت الذي اريده لجمعيتنا.
عينا الام اصطفاني لم تفارقا هذا البيت الذي كرسته لسيدة لبنان منذ العام 1922 واليوم ما زلنا نجتمع تحت انظار مريم سيدة لبنان وسيدة هذا البيت وتحت نظر مؤسسنا واخواتنا. انه ايضا عيد التجديد لما كان عليه هذا الصرح من مكانة مرموقة دينيا، تربويا، ثقافيا واجتماعيا. فمدرسة سيدة لبنان خرجت افواجا من المتعلمات اللواتي اكتسبن اضافة الى العلوم الممتازة التربية الدينية الحسنة واللياقة وفن ادارة البيوت. والقول للقاصد الرسولي ريمي لوبرتر الذي زار المدرسة العام 1937 اي بعد 15 عاما فقط من تاسيسها. الى جانب الرسالة التربوية كان لحضور الاخوات دور فاعل في المجالات الانسانية والاجتماعية فتأسست جمعية خريجات المدرسة برعاية رئيس الجمهورية بشارة الخوري واول فرقة كشافة للفتيات باسم فرقة دليلات سيدة لبنان وحضنت نشاطات الرابطة الديمقراطية النسائية الخيرية خلال الحرب العالمية الثانية التي اهتمت باعداد وتوزيع طعام الغداء الى اكثر من 600 طفل من اطفال بيروت وكانت اخواتنا الراهبات حقا بنات ابيهن البطريرك الياس الحويك حكمة وتدبيرا وعناية ورفقا لمجدالله وخير الانسان".
وتابعت: "لا يتسع لنا الوقت لذكر كل ما يمثله هذا البيت من ذاكرة بنات الجمعية وذاكرة بيروت ورغم أن شظايا الحرب اللبنانية منذ سبعينات القرن الماضي طالت بناء البيت وهجرت العديد من طلابه، فتدهورت حالته الى ان توقفت فيه الرسالة التعليمية غير ان حضور بنات الجمعية لم يتوقف ولا توقفت محبته في القلوب. وها هي الجمعية اليوم برعايتكم وحضوركم وحضور ومحبة كل اصدقاء هذا البيت العريق تجدد التزاماتها في خدمة العائلة والانسان من قلب العاصمة بيروت. تجدد الجمعية التزاماتها بما يوافق حاجات المجتمع والعصر بحسب وصية الاب المؤسس فتؤمن السكن الجامعي اللائق لصبايا عائلتنا الوافدات الى بيروت لاكمال الدراسة الجامعية وتؤمن العناية والتعليم متخصصين لاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. في بيت سيدة لبنان تجد عائلتنا السكن والسند".
وختمت: "ان الجمعية تؤمن بحضورها في هذا البيت الواحة الروحية بين جدران يد الفنان يوسف سعدالله الحويك وتحت قبة سماء لبنان الزرقاء وتتوسطها مريم سيدة لبنان.
واقيم في اورشليم عيد التجديد عيد الانوار ويسوع يجيب سائليه ان الاعمال التي اعملها باسم ابي هي تشهد لي (يوحنا 10:25)، واليوم نحتفل بعيد التجديد وما زال نص التاسيس الذي الهم الاب المؤسس في مسامعنا: انتم نور العالم... ليضيء نوركم امام الناس ليروا اعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات وما زالت صلاةالاب المؤسس تتردد على لسان كل بنت من بنات العائلة المقدسة. ما لنا يا رب لا لنا، لكن لاسمك اعطيه المجد. فليكن هذا التجديد مبارك ومرضي لله لمجده وخير الوطن والكنيسة والجمعية والانسان كل انسان".
ثم جال مطر والحضور على اقسام البيت
وطنية -