#الثائر
وجّه وزير الخارجية السوري وليد المعلم ، السبت، أصابع الاتهام لجهات ودول مختلفة بالوقوف وراء العديد من الأزمات التي تواجه البلاد، مشيرا إلى أن أي قوات أجنبية تتواجد على الأراضي السورية بدون موافقة الحكومة هي "قوات احتلال"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "الأبواب مفتوحة للعودة الآمنة للاجئين".
وقال المعلم: "أي وجود أجنبي على الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو وجود غير شرعي ويمثل خرقا سافرا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لذا نعتبر أي قوات موجودة على أراضينا دون موافقتنا، بما فيها القوات الأميركية والتركية، قوات احتلال وسيتم التعامل معها على هذا الأساس، لذا عليها الانسحاب فورا".
ووجه وزير الخارجية السوري أصابع الاتهام للعديد من الدول، إذ اتهم تركيا "بدعم الإرهابيين في سوريا، من خلال تسليحهم وجعل أراضيها مقرا وممرا لهم نحو سوريا".
كما اتهم الولايات المتحدة بالضلوع في هجوم السويداء الذي نفذه عناصر من تنظيم داعش، قائلا: "تعرضت محافظة السويداء في تموز \ يوليو الماضي لتفجيرات انتحارية من قبل داعش ، لكن ما يجب التوقف عنده هو أن هؤلاء الإرهابيين أتوا من منطقة التنف التي تتواجد فيها القوات الأميركية، التي أصبحت ملاذا آمنا لبقايا مسلحي داعش".
وأضاف: "دأبت أميركا على إخراج إرهابيين من غوانتانامو وإرسالهم إلى سوريا، وأصبحوا هم القادة الحقيقيون لجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات".
أما بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا، فاتهم المعلم أيضا "الإرهابيين وجهات خارجية" بالوقوف وراءها، وقال: "نعتبر استخدام الأسلحة الكيماوية تحت أي ظرف وضد أي كان أمرا مدانا، لذا تخلصت سوريا من برنامجها الكيماوي بشكل كامل، في الوقت ذاته كانت دول غربية تتغاضى عن كل المعلومات الموثقة التي نملكها عن امتلاك المجموعات الإرهابية لأسلحة كيماوية".
وتابع: "كانت الأداة الأساسية التي تم استخدامها في تضليل الرأي العام وفبركة الادعاءات حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا هي تنظيم الخوذ البيضاء الإرهابي الذي أنشأته المخابرات البريطانية تحت غطاء العمل الإنساني"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "التنظيم هو ذراع جبهة النصرة التابع للقاعدة".
"الأبواب مفتوحة أمام عودة آمنة للاجئين"
وفيما يتعلق بملف اللاجئين، قال المعلم: "عودة كل سوري تشكل أولوية للدولة السورية والأبواب مفتوحة أمام جميع السوريين في الخارج للعودة الطوعية والآمنة. أؤكد على أن ما ينطبق على السوريين الموجودين داخل الوطن ينطبق على الموجودين خارجه، والجميع تحت سقف القانون".
وأشار إلى تشكيل "هيئة تنسيق خاصة بعودة اللاجئين لمناطقهم الأصلية في البلاد، وتمكينهم من العيش بشكل طبيعي"، وذلك "بمساعدة الحكومة الروسية".
واتهم "دولا غربية بعرقلة عودة اللاجئين من خلال تخويفهم من العودة تحت ذرائع واهية وتسييس الملف الإنساني".
وفيما يتعلق بإعادة الإعمار، رحب المعلم بـ"الدول الصديقة" للمشاركة، مضيفا أن "الدول التي ما زالت تدعم الإرهاب أو التي تربط مساهمتها بشروط أو قيود مسبقة فهي غير مدعوة وغير مرحب بها".
وعن مشاركة الحكومة السورية في العملية السياسية وصياغة الدستور، قال المعلم إن الحكومة "تتعاطى بإيجابية" مع مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، خاصة فيما يتعلق بصياغة الدستور.
وأشار: "نتعاطى مع مخرجات الحوار الوطني في سوتشي، المتمثلة بتشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي، حيث قدمنا رؤية عملية ومتكاملة لكيفية تشكيل اللجنة وولايتها وآلية عملها، وسلمنا قائمة الأعضاء المدعومين من الدولة السورية".
واشترط المعلم "عدم فرض أي شروط أو استنتاجات مسبقة بشأن عمل اللجنة والتوصيات التي قد تخرج منها"، مضيفا: "اللجنة حرة، لذا لن نقبل بأي فكرة تشكل تدخلا في الشؤون الداخلية السورية".