#الثائر
كتبت "النهار" تقول: ليس تفصيلاً عابراً ان تدخل اسرائيل على خط التوظيف السياسي والدعائي والامني والعسكري للواقع اللبناني الراهن من بوابة اطلاق موجات التخويف والتهديد المبطن أو المباشر المتصل بمزاعم عن اقامة "حزب الله " قواعد منصات صاروخية ملاصقة لمطار رفيق الحريري الدولي أو في الضاحية الجنوبية. فبعيداً من الجدل العقيم في صحة او عدم صحة هذه المزاعم، يبدو الدخول الاسرائيلي على خطوط التوتر العالي اللبنانية في أقل التقديرات بمثابة محاولة متقدمة للاستثمار في الازمة السياسية الداخلية، الامر الذي يضع لبنان بكل قواه السياسية ومراجعه أمام مسؤولية استعجال تأليف الحكومة والتصدي للتحديات المتراكمة داخلياً وخارجياً حتى لو غلبت الانطباعات والتقديرات التي تستبعد مغامرة اسرائيلية عسكرية في لبنان في الظروف الحالية على الاقل. لكن وتيرة العبث الاسرائيلي من خلال اثارة المزاعم عن تهديد امن المطار اتخذت طابعاً سريعاً اذ عمدت اسرائيل لليوم الثاني الى التلاعب على هذا الوتر.
وغداة رفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو صوراً لقواعد مزعومة لمنصات صاروخية قرب المطار، نشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي امس عبر صفحته على موقع "تويتر"، فيديو أرفقه بتحذير للمسافرين عن وجود موقع قريب من المطار ادعى أنه لـ"حزب الله" ويستخدمه لتطوير الصواريخ. وكان ادرعي نشر صباحاً صوراً وفيديو لبنية تحتية في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، مدّعيا انها لتحويل صواريخ أرض - أرض إلى صواريخ دقيقة، لدى "حزب الله".
وادعى أن " حزب الله " حاول في السنة الأخيرة إقامة بنية تحتية لتعديل الصواريخ في حي الأوزاعي المجاور لمطار بيروت الدولي"، وان قادة الحزب "اتّخذوا قراراً بتحويل مركز ثقل مشروع الصواريخ الدقيقة الذي يتعاملون معه منذ فترة إلى المنطقة المدنية في قلب بيروت". واضاف "ان تنفيذ مشروع الصواريخ الدقيقة يتم استناداً إلى "خبرة وتكنولوجيا وتمويل وتوجيه إيراني"، و"ان إحدى المحاولات لنقل ميكانيات مخصصة لتحويل صواريخ إلى دقيقة من سوريا إلى لبنان استهدفتها إسرائيل يوم 17 ايلول الماضي".
ووسط الصمت الرسمي عن الادعاءات الاسرائيلية رد "حزب الله" بلسان وزير والشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال محمد فنيش الذي قال في تصريح له: "لنترك نتنياهو مع أكاذيبة وأوهامه. ليتحدّث بما يشاء ويُحرّض بالطريقة التي يريد. نكتفي بالقول إن المقاومة لديها قدراتها كما عبّر عنها الامين العام السيد حسن نصرالله، ونحن معنيون بالتصدّي لعدوانه ولأي اعتداء جديد على لبنان".
وأضاف: "الاسرائيلي يعرف تماماً ماذا ينتظره اذا أقدم على أي عدوان على لبنان. واذا لم يعرف فسيتفاجأ".
وليلاً كذبت محطة "المنار" الادعاءات الاسرائيلية وقالت: "بِحَسَبِ الواقعِ اللبناني فاِنَ كَذِبَ نتنياهو لا يحتاجُ الى دليل، فليُجِب الاتحادُ اللبنانيُ لكرةِ القدمِ الذي يُقيمُ مبارياتِهِ الرسميةَ على ملعبِ نادي العهد، وَوِزارةُ التربيةِ المشرفةُ على المدارسِ الرسميةِ والخاصةِ ومنها المدرسةُ التي حدَّدَها نتنياهو في رسومِهِ الواهية. اما مطارُ بيروتَ الذي دمرهُ جيشُ نتنياهو غيرَ مرة، فلن تكونَ مَدارِجُهُ مسرحاً لاكاذيبهِ ولا لاَوهامِه. وخلاصةُ الكلامِ اَنَ المعادلاتِ التي رسمَها الامينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصر الله ومقاوموهُ لحمايةِ لبنانَ كلِ لبنانَ بمطارهِ ومرافئهِ ونِفطهِ ومنشآتهِ لن يستطيعَ نتنياهو ان يُغَيِّرَ منها شيئاً وهو المختنقُ في الاجواءِ السوريةِ".