#الثائر
كتبت صحيفة "النهار" تقول: مع ان موقف الرئيس المكلف رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري أمام مقر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، في اليوم الاول من المرافعات الختامية في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، اتسم بأهمية بالغة من حيث رسمه تكراراً الخط الفاصل والجامع في آن واحد بين حدود ضرورة تحقيق العدالة وكشفها وحدود الحفاظ على الاستقرار الداخلي، فان ذلك لم يحجب اطلاقاً الاهمية المتزايدة لاقتراب اعلان الحكم النهائي في هذه القضية في الاشهر المقبلة. ذلك ان الاسبوعين الجاري والمقبل اللذين يشهدان المرافعات النهائية لافرقاء الادعاء والدفاع والمتضررين بغية اثبات الادلة التي قدمها كل فريق، أدخلت من دون شك على المشهد الداخلي وقائع المحاكمات ومن خلالها وقائع جريمة اغتيال الرئيس الحريري كعنصر شديد التأثير على مجمل هذا الوضع ولو حاذر الافرقاء السياسيون المعنيون واولهم الرئيس سعد الحريري وتياره التداعيات الساخنة لهذا التطور ما أمكن.
لكن الاوساط المتابعة لليومين الاولين من المرافعات لاحظت ان حجم الادلة وثقلها كأثبات التي أعاد فريق الادعاء طرحها على ان يستكملها اليوم والتي فاقت الـ3000 دليل وعينة اثبات، شكلت واقعياً حدثاً استثنائياً في مسار المحاكمات ان لجهة تجميع كل قطع "البازل" الاجرامي الذي نفذت من خلاله فصول الجريمة تخطيطاً وتنفيذاً بحرفية مذهلة وان من خلال الاطار السياسي الكبير الذي كان الدافع الاساسي الى تصفية الرئيس الشهيد، علماً أن أبرز معالم ما طرحه الادعاء في هذا السياق كان تأكيد العلاقة بين مجموعة المتهمين الخمسة وقائدهم بـ"حزب الله" كما بالنظام السوري وتأكيد مصلحة الاخير في تصفية الحريري بعد الخلاف الكبير بينهما.
ومجمل هذا المشهد المتواصل للمحكمة في الاسبوعين الجاري والمقبل سيرخي بمزيد من الذيول الساخنة والمشدودة على الواقع السياسي ولو ظل الوضع مضبوطاً عند ترقب تطورات المرافعات في ما تبقى لها من أيام وتالياً انتظار الاشهر المقبلة التي ستخصص للمذاكرة القضائية في الملف قبل النطق بالحكم من السنة المقبلة.
الحريري
وكرر الرئيس الحريري أمس، غداة عودته من لاهاي، ان "من اغتال رفيق الحريري سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً في النهاية، والمهم البلد. نحن نريد اكمال مسيرة رفيق الحريري، وفي الوقت نفسه نحن نعي التحديات. العدالة هي العدالة. هناك اختلاف في وجهات النظر وانقسام فماذا نفعل؟ هل نخرب البلد أو نعمل على المحافظة عليه؟ هناك أشخاص يريدون خراب البلد وغيرهم يريدون اصلاحه واستقراره، أنا من الاشخاص الذين يسعون لاستقرار البلد، ومجرد معرفة الحقيقة هو مدخل العدالة. كيف كنا نتعامل مع المحكمة في البداية وكيف نتعامل معها اليوم، الامور تغيرت، كل الافرقاء السياسيين تغيروا، حتى الذين كانوا ضدها. اصبح هناك وعي أكثر و كل الافرقاء يتعاملون على هذا الاساس ". وقال إن "هناك مشككين في المحكمة يستأهلون الرد عليهم، وهناك مشككون لا يستحقون الرد. المحكمة أثبتت حرفية كبيرة جداً في عملها، وهي واقع ويجب على الجميع ان يتعامل معها".