#الثائر
كتبت النهار في افتتاحيتها:" باستثناء إشارة عابرة وسريعة ومقتضبة الى ملف تشكيل الحكومة وردت في كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي صار حائزا ايضا لقب دكتور بعدما منحته جامعة سيدة اللويزة شهادة دكتوراه فخرية احتفاء بذكرى تأسيسها غابت كل التحركات والمواقف السياسية البارزة والمتصلة بمأزق تأليف الحكومة بما يستبعد معه اي تطور ايجابي جديد في وقت قريب . فالرئيس عون اكتفى في كلمته خلال الاحتفال الذي حضره في جامعة سيدة اللويزة وكان الى جانبه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يالاعراب عن امله في ولادة قريبة للحكومة العتيدة ولم يزد اي موقف من شأنه الإضاءة على مسار تطورات تأليف الحكومة بعدما تحفظ او رفض الصيغة التي قدمها اليه الرئيس المكلف سعد الحريري في مطلع الاسبوع الحالي.
ولا يبدو ان الايام القليلة المقبلة او الاسبوع الطالع كله على الارجح مرشح لان يشهد تطورات من شأنها تحريك الجمود الذي عاد يطبع عملية تأليف الحكومة باعتبار ان روزنامة كل من الرئيسين عون والحريري حافلة بزيارات خارجية متعاقبة خصوصا من جانب رئيس الجمهورية . اذ ان الرئيس عون سيسافر الاثنين الى ستراسبورغ حيث سيلقي خطابا امام البرلمان الاوروبي وربما تليه لقاءات مع مسؤولين فرنسيين لم تتاكد بعد وسيمكث في ستراسبوغ ثلاثة ايام على الارجح . وفي الوقت نفسه فان الرئيس الحريري سيسافر بدوره الاثنين الى لاهاي حيث ستنطلق الثلثاء المرافعات الاخيرة لافرقاء الادعاء والدفاع والمتضررين في محاكمات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وسيحضر الحريري يومين منها على الارجح بحيث يعود الاربعاء الى بيروت . كما ان الرئيس عون سيسافر مجددا بعد اسبوعين الى نيويورك لحضور افتتاح اعمال الدورة العادية للأمم المتحدة والقاء كلمة لبنان فيها وسيمكث في نيويورك خمسة ايام . هذه الرزنامة تعني وسط الانسداد الحاصل في المساعي والاتصالات السياسية استبعاد اي اختراق ايجابي في مأزق تشكيل الحكومة الا اذا حصلت مفاجأة ما غير محسوبة في اي لحظة.
ولكن المعلومات المتوافرة تفيد بان اي تحرك لن يحصل قبل جلاء طبيعة التسوية التي يمكن ان تطلق مجددا المشاورات الثنائية بين الرئيسين عون والحريري وهذا الامر ليس متوافرا بعد ما دام كل منهما ينتظر الاخر بداعي ان الكرة في مرماه . اذ ان الاوساط المعنية بالبحث عن مخرج للمأزق تلاحظ بقلق ان ثمة ما يشبه تبادلا في لعبة الانتظار ولو جرى الكلام اخيرا عن تهدئة السجالات والحملات الكلامية بين تواب ووزراء التيار الوطني الحر وتيار المستقبل ولكن التهدئة وحدها لا تعني تقدما كافيا في المعطيات السياسية المتصلة بالحكومة باعتبار ان الخلاف لا يزال على حاله في شأن توزيع الوزراء والحقائب كما لحظته تشكيلة الحريري . وتنتظر الاوساط ما سيصدر اليوم عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من مواقف تتصل بالحكومة من جهة وملف المصالحة المسيحية من جهة اخرى في ظل الاهتزاز العميق الذي حصل بين التيار والقوات اللبنانية والذي ترك تداعيات سلبية واسعة لا تزال تلعب دورا أساسيا في عقدة تمثيل القوات في الحكومة.