#الثائر
ستكون أنظار المراقبين اليوم شاخصة نحو طهران مع انعقاد القمة الثلاثية الايرانية – الروسية – التركية، وسط توقعات ألا تفضي إلى ما يجنب محافظة إدلب السورية مواجهة مفتوحة السيناريوهات والمآلات وفي أحسن الأحوال ستكون كارثية النتائج، خصوصا وأن الفصائل المسلحة تحدثت عن استعدادها للمعركة وأنها "لن تكون نزهة للنظام"، في مكابرة ستفضي إلى هزيمتها وتسلل فلولها إلى تركيا ، وهذا مبعث قلق أنقرة وهي تعلم أن المعركة بدأت عملانيا مع قصف تمهيدي، ولن تكون القمة بأكثر من استيعاب ولملمة آثارها والحد من تداعياتها.
وما يعزز المخاوف أن معركة إدلب ستكون مختلفة عن معارك سابقة، وسط الحديث عن أنها لن تكون حربا سريعة وخاطفة، وإنما ستطول لفترة لا يمكن تحديد سقف زمني لها، بالاستناد إلى عدد المسلحين من جهة، فضلا عن أن إدلب باتت حصنهم وملاذهم الأخير، وهذا يعني أن الدمار سيكون أشد وأقسى على المدنيين، وسيعمق جراحهم أكثر، فيما المشكلة تبقى متمثلة في أنه لا يمكن التهاون مع هؤلاء وما عاد في الإمكان إلا اجتثاث كل بؤر الإرهاب في سوريا والمنطقة.
وبات مؤكدا أن القمة الثلاثية ستنظر في كل هذه المعطيات، وخلافا لما يتردد لدى بعض الأوساط من أن الحملة العسكرية سيتم إجهاضها بالاستناد إلى المناورات الأميركية، وقد صدر أكثر من موقف للرئيس دونالد ترامب في هذا المجال، خصوصا ما ألمحت إليه "الغارديان" البريطانية من أن ترامب يحذر من هذه المعركة وما يمكن أن ينجم عنها من أزمة إنسانية، فضلا عن تحذيره للرئيس السوري بشار الأسد عبر "تويتر" من شن هجوم على إدلب، وتأكيده أن "الولايات المتحدة ستغضب كثيرا في حال حصل ذلك"، ومثل هذا "الغضب" لا يبطىء أو يؤخر ما سيحدده الميدان قريبا.
ومن هنا، سيبحث المحتمعون في طهران بتوقيت العملية ومداها وسيناريوهاتها المحتملة وكيفية إدارتها وتخفيف خسائرها ومنع الاصطدامات غير المرغوب فيها بين تركيا من جهة وروسيا وإيران من جهة ثانية، لا سيما وأن الحرب حاصلة، ذلك أن الطرف الوحيد القادر على منع هذا العملية بمداها العسكري هو الولايات المتحدة، التي لم يصدر عنها أي موقف باستثناء أن "يغضب" ترامب في ما لو كانت الخسائر المدنية كبيرة!
وستحدد القمة الثلاثية وهي تجمع الدول الثلاث المتداخلة مع الوضع في إدلب عناوين أساسية لمنع التصادمات من جهة والبحث في مرحلة ما بعد إدلب من جهة ثانية، وهي الأهم في مسار هذه المعركة بتبعاتها ونتائجها الإقليمية والدولية.