#الثائر
غريب أمر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط حين يتحدث عن "الكسل الفكري"، فيما تحول "الكسل" سمة ثابتة لدى أحزاب الطوائف، وكأن "علمانية" الحزب (الاشتراكي) استثناء في فضاء التبعية والتخلف، فيما أقصى أهدافه ثلاثة وزراء من طائفة الموحدين الدروز.
هل غاب عن جنبلاط اللماح والقارىء النهم والمتابع المدرك لجذور الأزمة اللبنانية وإشكالياتها أن الإشتراكية بالإرث لا تنتج غير الكسل في الفكر وتفضي إلى تراجع في منسوب الوعي لدى الأفراد والجماعات؟ ومن ثم ألم يتيقن بالخبرة الطويلة أن الكسل في الفكر هو بعض تجليات التعصب؟
لا ننتقد بتشفٍ وإنما بوجع يا وليد بك، لأنك تركت فريقا من اللبنانيين دون "خيمة" علمانية يلوذ إليها، وحولت الاشتراكية من فضاء وطني إلى حدود زعامة لا تختلف عن غيرها من زعامات تصر أن تقودنا إلى مسلخ مصالحها قطعانا تساق راضية مرضية إلى قدرها، حتى أمسى الكسل الفكري سمة راسخة في دولة طوائفية، ولم يعد الحزب التقدمي الاشتراكي إلا صورة عن باقي الأحزاب الطائفية، وأقصى شعارها "يا غيرة الدين"!
غريبة تغريدتك يا بك موقع على "تويتر" حين قلت: "ليس هناك في العالم أزعج من الكسل الفكري والاتكالية. وهذه الظاهرة موجودة في الحزب الاشتراكي وعند الغير، لكن يبدو انها تزداد عندنا. لاحظت هذا الامر هذه المرة في مناسبة واجب اجتماعي وكيف ان كبار ما يسمى بالقيادات كانت شبه غائبة عن الحضور او الواجب. انني مسافر لكن لا عذر لهم أيا كانوا".
لا يمكن تخطي "الكسل الفكري" إلا ساعة ينتمي المسؤول، أي مسؤول، لوجع الناس المغلوب على أمرهم من كل الطوائف والمذاهب، وساعة يصبح النضال في ساحات المواجهة الديموقراطية من أجل رغيف الخبز والمدرسة والعدالة والمساواة في الساحات والشوارع، لا تحت قبة البرلمان.
من هنا، فإن مشروعية التمثيل الأصدق يا وليد بك هي تلك التي عبر عنها كمال جنبلاط ، يوم انتفض على الإرث الإقطاعي وغادر السلطة إلى الناس البسطاء والفقراء، ليقود تظاهراتهم في وجه سلطة طائفية.
سيبقى "الكسل الفكري" حاضرا يا وليد بك يستلب وعي الجمهور، ويبقيه في دائرة الخوف من الآخر، ويصادر إمكانية الاجتهاد والتطور!