#الثائر
كتبن ربى منذر في "الجمهورية تقول":
لم تكن برج حمود أمس كباقي الأيام. هول الجريمة التي سطّرتها سكاكين أحد سكّانها السوريين كانت كفيلة بإسكات الجميع. التحفّظ كان سيد الموقف، وجملة «ما منعرف شي» كانت الأكثر ترديداً في أجواء عاصمة الأرمن في لبنان. أمّا الروايات فتعدّدت، لتبقى الحقيقة واحدة: 3 أشخاص قُتلوا أمس فيما جُرح آخرون، أما الباقي فلم يعد مهمّاً.
بسوادٍ غير مألوف اتشحت منطقة برج حمود أمس، سواد ليلٍ غابت عنه الأضواء التي غالباً ما تزيّن شوارع المنطقة باستثناء أضواء سيارات الشرطة، فالجميع في بيوتهم باستثناء بعض الشبان الذين اتخذوا من المقاهي القليلة التي كانت مفتوحة بيوتاً لهم. الكلّ مترقّب بحذر، وهمسات منخفضة تتناقل بين أبناء المنطقة. تلتفت الى المباني المحيطة بمسرح الجريمة فيخفي المتربّصون على الشرفات وجوههم خلف الستارة وكأن الجميع هنا متهم بجريمة قتل ما زالت أكثريتهم جاهلة فصولها.
وفي التفاصيل، سقط المواطن اللبناني الأرمني خ. ك. في الأمس قتيلاً إثر اشكال بدأ مع أحد الشبان الاكراد، فتقول الرواية الاولى أن الأخير رمى من سطح المبنى زجاجات سقطت الى جانب خ. ك. ما ادى الى حصول تلاسن تطور الى اشكال، ليهاجم بعدها 3 شبان سوريين منزل القتيل ويطعنوه ما ادى الى ردّة فعل لدى ابناء المنطقة، وحصل ضرب بالسكاكين بين الشبان السوريين ومجموعة من اللبنانيين، ادّى الى مقتل اثنين آخرين بينهما أحد السوريين، وسقوط عدد من الجرحى من الطرفين.
أما الرواية الثانية فتقول انّ أحد الشبان السوريين المجنس لبنانياً، كان يشتم الأرمن من شرفة منزله، علماً أنه يعاني من اضطرابات عقلية بحسب ما قاله شهود عيان لـ«الجمهورية»، ما دفع خ. ك. مع عدد من الشبان الى قصد منزله لوضعه عند حدّه، فهاجمهم بالسكين قاتلاً أحدهم ومصيباً عدداً منهم، توفّي أحدهم لاحقاً، ليطلق أحد الأرمن النار عليه مردياً إياه.
البعض قال إن ساحة الجريمة كانت منزل السوري، وبعضهم قال انّه كان منزل الأرمني، فيما قال آخرون انّ الشارع شكّل مسرح الجريمة بعدما نزل إليه الشاب السوري شاتماً الأرمن، ليحصل تلاسن يؤدي الى مقتل 3 وجرح آخرين بحسب الرواية الثالثة.
إذاً، غموض الجريمة قد تكشفه التحقيقات وبعض شهود العيان، إلا أنّ أحداً لن يفهم كيف تحلّ لحظة التخلّي، وكيف يصل الإنسان الى مرحلة ينهي فيها حياة إنسان آخر.