#الثائر
جاء الاجتماع التشاوري بين وزيري الثقافة والاعلام في حكومة تصريف الأعمال غطاس الخوري و ملحم الرياشي والنائب وائل أبو فاعور ، أبعد من حصره في موضوع تشكيل الحكومة وحسب، والبحث في تفاصيل معروفة على مستوى الحصص وتوزيعها والحقائب السيادية وغيرها.
بالتأكيد كان الشأن الحكومي حاضرا، ولكن من منطلقات أبعد وأكبر من الحيز الضيق المتعلق بحثيثيات التأليف، خصوصا وأن الاجتماع فرضته ظروف كثيرة، غير بعيدة عن واقع الصراع الداخلي وموازين القوى في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، مع دخول قوى إقليمية على خط تشكيل الحكومة.
من هنا، جاء اللقاء لـ "يرسم" الخطوط الأولى لتحالف ثلاثي كمرحلة أولى، ما يعني أن ثمة صورة سياسية من المتوقع أن تتشكل في الأيام والأسابيع المقبلة، نشهد فيها تراصف القوى على ضفتين متقابلتين.
وجاء الاجتماع عينه، ليؤكد على تحالف قوامه "المستقبل" و"القوات" و"الاشتراكي" لمواجهة المتغيرات الإقليمية، وكذلك تشكيل الحكومة، ولكن من خلفية معطيات استجدت، من المتوقع أن تفرض نفسها أكثر على ساحة الصراع الداخلي.
سيخرج اليوم المجتمعون ببيانات وتصريحات تؤكد على تقارب وجهات النظر، وأن البحث تناول الشأن الحكومي وضرورة حل العقد الماثلة، لكن لا يمكن قراءة وفهم حيثيات الاجتماع بعيدا من اللحظة السياسية الآخذة في التطور والمشرعة على رياح المنطقة.
ما لا نتمناه، هو أن نشهد حركة اصطفاف داخلي على غرار ما كان قائما بين فريقي 14 و8 آذار، عطلت البلد وضربت الحياة السياسية وفرملت الاقتصاد، والمطلوب من سائر القوى التوحد عبر تكتلات بأشكال ورؤى مختلفة، لكن شرط أن تبقى تحت سقف الدستور، وضمن ما يعزز الحياة الديموقراطية، كي لا نرتشف من الكأس المرة مرتين!