Facebook Twitter صحيفة إلكترونية مستقلة... إعلام لعصر جديد
Althaer News
- التناقض الأميركي - أوروبا تحشد للحرب ضد روسيا - اتفاقية بين "أبوغزاله العالمية" والجامعة اللبنانية لإنشاء أول مصنع للأجهزة التقنية في لبنان - روسيا دمّرت كنيسة أوديسا، لكنها لن تستطيع كسر إيمان الأوكرانيين بانتصارهم! - مانشستر يونايتد يتسبب لتن هاغ في صداع لم يكن يستحقه - ما هي أسلحة الجيل الخامس؟ ولماذا تحتاج القوات الأميركية إليها؟ - علاج مناعي مطور للأورام الخبيثة - قلق إسرائيلي من دعوات في واشنطن لقطع أو تقليص المساعدات الأميركية - شي وكيسنجر... وبوتين - سجال إيراني متجدد حول التطبيع مع أميركا - العقوبات على الرئيس بري قد تنسف آخر أمل بالحل في لبنان. - كلية الفنون بجامعة ليدز بيكيت البريطانية تمنح الباحثة الأردنية نسرين الصبيحي درجة الاستحقاق في رسالة الماجستير - كيسنجر في الصين للمرة المائة... وشي يستقبله «صديقاً قديماً» - الجحنفل - العسكريون المتقاعدون يطالبون بتصحيح الرواتب وموازنة ٢٠٢٣ ويهددون بالتصعيد. - فقط في هذه الحالة، سيتخلّى حزب الله عن ترشيح فرنجية. - دوة اقليمية افتراضية لليونسكو حول الإرث الطبيعي والتنوع البيولوج بمشاركة لبنانية لموقع "الثائر" - هؤلاء هم مَنْ يحكم أمريكا والعالم، وبايدن هو الواجهة فقط . - «يوتيوب» يختبر ميزة قفل الشاشة لمنع التفاعلات غير المقصودة أثناء مشاهدة الفيديو - تدهور قيمة الليرة يجبر العائلات السورية على العزلة

أحدث الأخبار

- البرازيليون يتركون منازلهم بسبب الفيضانات - جونسون آند جونسون ستدفع مليارات بسبب "البودرة المسرطنة" - دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية - أنفلونزا في حليب الأبقار بأميركا.. هل نشهد جائحة جديدة؟ - اكتشاف مثير.. حيوان يعالج جروحه بـ "نبات طبي" - انتقل من الطيور إلى الأبقار.. مخاوف من انتقال فيروس أنفلونزا الطيور إلى البشر - ياسين: لادارة رشيدة لموارد البحر ومنع تلوّثه ورفع عدد المحميات البحرية - لجنة كفرحزير البيئية: حقوق وتعويضات عمال شركتي الترابة يجب ان تدفع مضاعفة لهم - حشرة السونا في حقول البقاع ... ومطالب ملحة لتدخل وزارة الزراعة - ما الذي يعنيه انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا؟ - قرار لوزير الزراعة باخضاع استيراد البصل والبطاطا من مصر الى اذن مسبق - وزير البيئة يطلق من رأس المتن مشروع أول متنزه طبيعي في وادي لامارتين - فيديو يرصد تحرك إعصار مخيف عبر ولاية أميركية - وزير البيئة يطلق من رأس المتن مشروع أول متنزه طبيعي في وادي لامارتين - بالفيديو: الأمطار تزين أودية وسدود الفجيرة .. و"البيئة" تؤكد: تأثيرات إيجابية على مخزون المياه الجوفية - الحركة البيئية تدق ناقوس الخطر لاستمرار عمليات القطع والتعديات على الغابات والطبيعية - العيناتي يدعي على شركتي ترابة - "خطر وبائي".. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود - حملة توعية لجمعية غدي للتعريف عن الملوثات العضوية الثابتة وأخطارها - دراسة تكشف أصول "القهوة الصباحية".. كم عمرها؟

الصحافة الخضراء

Ghadi News - Latest News in Lebanon
الاكثر قراءة
منوعات

عيد القرية

2023 تموز 01 منوعات

#المعرّد

عيد القرية



كان العيد جميلاً، وكنّا ننتظره طويلاً، وربما لذلك كان جميلاً.



يزورنا مرةً في العام، يحمل معه الفرح، يرسم البسمة على الوجوه، ويغرس الأمل في النفوس. نستقبله بثياب جديدة، وقلوب نظيفة، وصواني الحلوى، وأشهى المأكولات، كيف لا وهو ضيف نادر، عزيز النفس، لا يرحل دون رجعة، ولا يزور كلّ يومٍ، وحين يأتي كنا نعدُّ له ما يليق بقدومه، من مواكب التهليل والتبجيل.



هكذا كان العيد في قرية لا تتجاوز الخمسين بيتاً، اتكأ بعضها على كتف بعض، فتشارك الجيران جداراًأو أكثر، ليخففوا عن كاهلهم، كلفة البناء، ويجعلوا الجيرة أمتن وأكثر دفئاً.



سطوح ترابية غنية وجميلة، تزيّنها وشوشات النجوم، وهمسات القمر، تزدان بمواسم المونة، طيلة أيام الصيف. وترتاح فوقها محادل حجرية، تبقى صامتةً خرساء حتى الشتاء،.



وما أن تَطِلُّ حبات المطر، حتى يعتلي الرجال السُطوح، وتبدأ المحدلة رقصتها جيئةً وذهاباً، تعزف مع "الماعوس" أنغاماً، وتغني تراتيل استسقاء، فتُغلق شقوق التراب التي خلّفها حر الصيف، ولهيب شمسه الحارقة.

تأنُّ تحتها خشبات السقف المتراصفة بثبات كصفوف الجند، فتُصدر صريراً، يحاكي زخات المطر، وهويطبع قبلات الشوق على وجنتيها، وفمها يزغرد فرحاً : أهلاً وسهلاً بالشتاء.



في وسط قريتنا، تربّعت سنديانة دهرية، عمرها من عمر الزمن، جذورها ضاربة في أعماق الأرض، وأغصانها غضّة وارفة الظلال، ترامت حتى ضاق بها المكان، ورفعت رأسها عالياً، لتراقب كلّ بيوت القرية، وكأنها حارس أمين ساهرٌ، لا تغضُّ له عين.

نحت الأجداد تحتها صخوراً، جعلوها مقاعد صلبة أبدية لا تنكسر، أرادوها أن تحكي قصصهم للأجيال القادمة. وما زالت عليها رسومات لعبتهم المفضّلة "البدريس": ثلاثُ بحصات للصغار، والتسعُ لأصحاب الخبرة الكبار.



أمّا حجر القاعدة الوسطي قرب الجذع، فهو معيار قوة رجالٍ أشداء، يُقال إنَّهُم كانوا يرفعونه تحتهم ككرسي خيزران، ومن يره اليوم يظن أنه يحتاج إلى جرّافة لإزاحته من مكانه.



ذات يوم كان العيدُ عيداً!!!

اجتمع الرجال في ضيافة السنديانة.

تركوا حقولهم، وأراحوا المعاول، واستأذنوا الكروم في إجازة، ليتفرّغوا لاستقبال ضيفهم، الذي سيدخل إلى كل بيت.

تعانقوا على بيادر المحبة، سلموا سلام الرجال، تصافحوا وتصالحوا مع قساوة العيش، في تلك البقعة النائية من الأرض، التي لطالما ظننتها على حافة العالم!!!. فالمسافة إلى أقرب ضيعة، كانت تحتاج ساعات من السير، أمّا إلى بيروتَ فأياماً وليالياً!!!



كان أبو فايز مختار القرية، وللمختار مكانته وهيبته، وهو رجل محبوب من الجميع، وكلمته تدخل إلى العقول والقلوب، وصاحب رأي سديد وعقل رشيد.

جال بنظره على الجمع، ولاحظ أن يوسف غير موجود، فسألهم عنه، رغم أنه يعرف السبب، فالقصة معروفة لدى أهل القرية، ولكن سؤاله كان بمثابة استشارة للجميع.



كان سليم شاباً يافعاً طائشاً، وفي أحد الأيام، مرت بقرة يوسف في حقله، وأتت على بعض الزرع، فغضب وهجم عليه وشتمه، ولولا بعض الشباب الذين أمسكوا به، لوقَعت بينهما معركة عُصيٍّ أين منها حرب داحس والغبراء.



نادى المختار على سليم وسأله: "ألم تتصالح مع جارك يا سليم بعد؟؟؟"



كان صوت المختار قوياً ونبرته حازمةً، وكأنه يوبّخ سليم على سوء تصرفه، وصاح الجميع : لا يا سليم هذا لا يجوز!!! لا نقبل أن يمر العيد وانت في قطيعة مع جارك وهو بعمر والدك.



لم يكن بمقدور سليم معارضة هذا الإجماع على الصلح، وقال الجميع بصوت واحد : هيا بنا إلى منزل يوسف، فالعيد لن يكون عيداً إذا كان في القرية ضغينة وقطيعة بين اثنين.



ساروا وسار معهم سليم دون تردد، وعندما وصلوا استقبلهم يوسف، بالترحاب وتعانق مع سليم، وقدم لهمضيافة العيد، وبدأت رحلة أشبه بعرس قروي، جال فيها الجمع على كل بيوت القرية دون استثناء، باركوا لبعضهم البعض بالعيد، وتبادلوا الضيافة، وتصافت قلوبهم، كما تصافحت أيديهم المعطّرة برائحة الحقول، والمزينة برسومات نحتتها المعاول والمناجل على الأكف.



تلك أيامٌ كان فيها العيد عيداً، وكانت بيادر الخير تفيض بالمحبة، وتزخر بالطيبة والشهامة والرجولة والعنفوان.



تلك هي قريتي التي أشتاق إليها، بعد أن رحلت عنها بساطة العيش، وتباعدت بيوتها وقلوب ساكنيها، وزارها وحش التباعد بلباس حضارة الانترنت، فتفرّق أهلها وهجروا الحقول والبساتين حتى ضحُلت واحاتها، فبدت حزينة كئيبة صفراء تعتصرها مرارة الإهمال. ذَوَتْ الكروم، ويبست الدوالي، وبكت أشجار اللوز والتين والزيتون، إذ التفت من حولها الأشواك، وحاصرها العلّيق، وحبسها في زنازن النسيان.



لقد باتت ساحة القرية تشتاق إلى تشابك الأيدي، وحلقات الدبكة، وتظافر الجهود والقلوب، ومجالس أهلها ورواياتهم، عن الزرع والحصاد والخير الوفير.

منذ زمن بعيد لم تعد السنديانة تسمع حكايات الفلاحين، وخلت ساحتها من أصواتهم، فذبلت أوراقها، وبانت عليها علامات الهرم والشيخوخة، وكأنها حزينة سئمت هذه العزلة، وباتت تشتاق إلى الرحيل، واللحاق بأصحاب الأمس، فليالي الوحدة طويلة ومملة، وفُراق أُنسِ تلك الأيام الجميلة مؤلم، حتى على شجرة سنديان.



لم تعد المسافة من قريتي إلى بيروت بعيدة، لكن المسافة بين بيوتها أصبحت تقاس بالسنوات، والجار أبعد من نجم المجرّة، وصار العيد صوراً، ورسائل باردة خالية من حرارة الود، مطلية بألوان مجاملات لا حقيقة فيها.

هي مجرد صور يبعثها برنامج الكتروني إلى آلاف الأشخاص، وأغلبيتهم ليسوا بأصدقاء حقيقين، بل مجرد أرقام على صفحات ما يُسمى ب "التواصل الاجتماعي".



لقد بات العيد كذبةً، ومجرد يوم عطلة عادي، حتى أن البعض لا يشعر بمروره.



وحدها سنديانة قريتنا، تذكّرني بالعيد، وأراها تذرف الدمع على ماضٍ ألِفَتهُ، وتشتاقه كما نشتاقه نحن، بل وربما أكثر، فبعض البشر أصبح أقسى من الحجر.

كل عيد وأنتم بألف خير.

اخترنا لكم
التناقض الأميركي
المزيد
قلق إسرائيلي من دعوات في واشنطن لقطع أو تقليص المساعدات الأميركية
المزيد
أوروبا تحشد للحرب ضد روسيا
المزيد
شي وكيسنجر... وبوتين
المزيد
اخر الاخبار
التناقض الأميركي
المزيد
اتفاقية بين "أبوغزاله العالمية" والجامعة اللبنانية لإنشاء أول مصنع للأجهزة التقنية في لبنان
المزيد
أوروبا تحشد للحرب ضد روسيا
المزيد
روسيا دمّرت كنيسة أوديسا، لكنها لن تستطيع كسر إيمان الأوكرانيين بانتصارهم!
المزيد
قرّاء المغرد يتصفّحون الآن
حريق في محلات لبيع قطع السيارات في المدينة الصناعية في صيدا
المزيد
وزير المال: بري سيؤجل الجلسة إذا لم يكتمل النصاب والحل بتشكيل حكومة
المزيد
عودة النفايات... شوارع لبنان تترقب أزمة متجددة
المزيد
الزغبي: لبنان ليس في موقع الند للمجتمع الدولي ولا تستطيع إيران تأمين مظلة حماية له
المزيد

« المزيد
الصحافة الخضراء
البرازيليون يتركون منازلهم بسبب الفيضانات
دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية
اكتشاف مثير.. حيوان يعالج جروحه بـ "نبات طبي"
جونسون آند جونسون ستدفع مليارات بسبب "البودرة المسرطنة"
أنفلونزا في حليب الأبقار بأميركا.. هل نشهد جائحة جديدة؟
انتقل من الطيور إلى الأبقار.. مخاوف من انتقال فيروس أنفلونزا الطيور إلى البشر