الثقافة بين التازيم والتكريم |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد
الثقافة بين التازيم والتكريم كتب قاسم الغراوي
يسعى الإنسان للتكامل والابداع من خلال الأنشطة التي تتلائم وقابلياته وتوجهاته بمجهوده الفردي او من خلال انضمامه للتجمعات والمنظمات او النقابات او المنتديات ليقدم فيها خلاصة جهده وابداعه وعادة مايتوج نشاطه وابداعه بتقييم من المعنيين عرفانا بما قدمه في الساحة التي يعمل بها ضمن اختصاصه.
بعد عام 2003 ومع دخول خدمات النت واستخدامات وسائل التواصل الاجتماعي في السوشل ميديا كانت هناك نشاطات متنوعة ونشر متنوع وكتاباتك متميزة وكتاباتك هابطة، ومع وجود اقلام رفدت الساحة الثقافية والادبية بما تستحق لكنها أبت الحضور بما لايتلائم وحجم العطاء فظلت في الظل تكتب وتنتج وتبدع وتضيف لثقافة المجتمع الشيء الكثير وهي مؤمنة بأن التاريخ القادم سينصفها حتماً ومايصح الا الصحيح .
وفي الجانب الاخر ترتقي السلم الكتابات الهابطة وتشق طريقها لستولي على انتباه القاريء في شارع الثقافة الا ماندر من الأشخاص الذين ينتقون كل ماهو قيم ومفيد للمستوى الثقافي الذين يتمتعون به ليميزوا بين الغث والسمين.
ومع تردي أذواق الغالبية من المجتمع وتباينها تجاه الثقافة وفهمها والعمل على ارساء قيمها بفعل الانتشار السريع للمستويات الهابطة من الكتابات وتوفر وسائل النشر واباحتها وغياب دور وزارة الثقافة والإعلام والجهات ذات العلاقة هذه السنوات عن أداء دورها الرقابي وتقييم النصوص والمساعدة في نشرها واحتضان اعلام الادب والثقافة الذين يشكلون رافداً مهما في ثقافة المجتمع قبل أن تعم الفوضى الأدبية والثقافية لستولي على الشارع لتكون طاردة لكل ماهو جميل ورائع، ورغم قناعتنا بانه (لايصح الا الصحيح).
المتابع لغالبية المهرجانات التي تقيمها المنظمات والتجمعات والنقابات والمنتديات والمراكز لتقييم وتكريم مبدعين الثقافة والادب والإعلام نجد وللاسف غياب شخصيات مهمة لها حضور فاعل في الساحة الأدبية بل ولها أثر من خلال المؤلفات والكتابات والنصوص التي تستحق التقدير والتقييم والتكريم ، وصعود المنصة أشخاصاً ليس لهم علاقة بالادب والأدباء ولا بالشعر والشعراء ولا بالصحافة ولا بالإعلام ليتم تكريمهم بدروع وشهادات تقديرية وقلادات الابداع لجهودهم المميزة!!
انا اتحدث هنا عن قامات الادب العراقي والاقلام الواعدة التي تركت بصمة والذين لازالوا يعانون من مشاكل كثيرة منها الامكانيات المادية في طبع كتاباتهم ومؤلفاتهم ونصوصهم واكتفوا بحياتهم الهادئة بعيدا عن الصخب وتسليط اضواء الإعلام لثقتهم بنفسهم والترفع عن التملق ومسح الأكتاف لاحتفاظهم بكرامتهم الإنسانية وصونها ادبياً . ومما يؤلم ان يتم تكريم هؤلاء المبدعين من خارج البلاد لينالوا المراتب المتقدمة في المنافسة عن أجمل رواية او قصة اونص.
وبغياب الرقابة وانكفاء وزارة الثقافة والإعلام والتخلي عن مسؤوليتها تجاه المبدعين من الادباء والكتاب والشعراء وتحت هذه التغيرات ارتقت وبسرعة طبقة من المتملقين والمنافقين ساعدها غياب الذائقة الأدبية مع جود الفساد الاخلاقي والمهني ليكونوا عنواناً جديداً ، الا انها ستتهاوى حتماً وماتبقى الا الكواكب في سماء الادب والثقافة تضيء لنا سماء الابداع والرقي في مسيرة تاريخ الثقافة والادب والإعلام .
|
|
|
|
|
|
|
|
|