انتصار أردوغان رغم محاولات بايدن لإسقاطه. هل يدفع تركيا إلى البريكس؟. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد
انتصار أردوغان رغم محاولات بايدن لإسقاطه. هل يدفع تركيا إلى البريكس؟.
اكرم كمال سريوي
عام 2020 وفي حديث لصحيفة نيويورك تايمز قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه على أمريكا أن تدعم المعارضة التركية لهزيمة أردوغان، ووصفه بالمستبد. ورغم أن أصابع الاتهام وُجّهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بالوقف خلف محاولة الانقلاب العسكري الفاشل التي حصلت عام 2016 ضد أردوغان، لكن بايدن قال يجب إسقاط اردوغان بالانتخابات وليس بالانقلاب.
في الانتخابات التي جرت الأحد الفائت في تركيا، اتحدت المعارضة التركية خلف كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، الذي أسسه كمال اتاتورك، وكان خطابها واضحاً في استرضاء الغرب، ونالت دعماً كبيراً على عدة أصعدة، من أمريكا ودول أوروبية.
فاز أردوغان على منافسه، رغم أن معظم وكالات استطلاعات الرأي في تركيا (والتي بغالبيتها مدفوعة طبعاً) نشرت توقعات عن فوز كاسح لمرشح المعارضة التركية.
يحق التصويت لنحو 61 مليون ناخب داخل تركيا، ونحو 3.5 ملايين خارج البلاد، من خلال 191 ألف صندوق اقتراع، في 973 منطقة و1094 مجلساً انتخابياً في 81 ولاية تركية بعموم البلاد، وصناديق انتخابية موزعة على السفارات والقنصليات التركية في 71 دولة حول العالم.
بلغت نسبة المشاركة بالجولة الأولى نحو 89%، وانخفضت قليلاً في الجولة الثانية إلى حدود 87,4% فيما امتنع نحو 10 ملايين تركي يحق لهم الانتخاب عن الإدلاء بصوتهم, من أصل 64,113,941 ناخباً داخل تركيا وخارجها، منهم 4,904,672 مواطناً يحق لهم لأول مرة المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
الملاحظة المهمة هي أنه زاد عدد الناخبين الأتراك 47,523 مواطناً بلغوا سن الثامنة عشرة في الفترة التي وقعت ما بين الجولتين الأولى والثانية (14 يوماً) وشارك قسم كبير منهم في الانتخابات.
أظهرت نتائج الانتخابات التركية نقاط عديدة يمكن اختصارها بالآتي:
١- نسبة المشاركة العالية، التي تدل على حيوية الشعب التركي وحماسة لافتة، هي من بين الأعلى في العالم.
٢-التدخل العلني الغربي لدعم المعارضة التركية في وجه أردوغان.
٣- انقسام الشارع التركي بين خيارات أساسية: ففي حين دعم شارع أردوغان، القيم الإسلامية، ومواجهة التدخل الخارجي في شؤون تركيا، والاعتدال في السياسة الخارجية بين الشرق والغرب، وخيارات اردوغان الاقتصادية، مع العلم أن سعر الليرة تدهور في عهده، وقام برفع الرواتب ثلاثة أضعاف خلال سنتين لتأمين استمرار القطاع العام.
أما شارع المعارضة فدعم التقارب مع الغرب، ونقض سياسات أردوغان الاقتصادية، و ناصر شعارات العلمانية، ودعم المثلية الجنسية.
٤- استُخدمت ورقة اللاجئين السوريين بقوة في الانتخابات، فوعدت المعارضة بإعادة فورية لهم إلى سوريا، في حين استثمر أردوغان هذه الورقة من خلال العودة الطوعية، وحماية الحدود من أي خطر أمني يهدد تركيا ومواطنيها.
٥- رجحت كفت أردوغان في 51 ولاية، وربح خصمه في 30 ولاية، بينها غالبية المدن الكبرى وانقرة واسطنبول، حيث العامل الاقتصادي هو الأهم، وكذلك معظم مناطق الأكراد والجنوب، فيما صوّت غالبية سكان الريف ومناطق الشمال والبحر الأسود لصالح أردوغان، حيث القيم الاسلامية وأمجاد العثمانية والوطنية هي أولوية.
انتصر أردوغان الذي تربطه علاقة جيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما تربطه علاقة متوترة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولم تمحُ تهنئة بايدن لإردوغان هذا التوتر، الذي سيستمر دون شك حتى نهاية ولاية بايدن، فأردوغان يبدو أنه لن يتسامح مع ما قام به بايدن من محاولات لإسقاطه.
في آب المقبل ستجتمع دول البريكس لمناقشة الخطة المستقبلية وتوسعة المنظمة، التي قد تُصبح "بريكست" بانضمام تركيا رسمياً إليها، وقد يشكّل ذلك نقطة افتراق كبير بين تركيا وأمريكا، خاصة أن البريكس تخطط لإصدار عملة مشتركة، للإستغناء عن الدولار، والتخلص من خطر العقوبات التي تسطيع أن تفرضها أمريكا والدول الغربية على أي دولة.
مهما يكن الأمر، لا بد من الإعتراف بأن تركيا خاضت عرساً ديمقراطياً، وحدد الشعب خياره، فهنيئاً لتركيا وشعبها ورئيسها، الذي خرج من صفوف الفقراء، ليقودها بجدارة للمرة الثالثة وليكمل ربع قرن من العطاء لشعبه وبلده.
|
|
|
|
|
|
|
|
|