فضيحة سوداء نكراء! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
داكنة "لوحة الحكومة" وبلا ألوان، معلقة على جدار الاحتضار الطويل، أما العابرون فلا يعيرونها نظرة، ولا أدنى التفاتة، كأنهم تآلفوا مع قتامة الظلال وصاروا بعضا من صراحة العتمِ، وحده العتمُ واضحٌ في حلكة المواقف العصية على الإثمار، وتفاح الأمل يلفظه الشجر قبل الينوع، يتساقط معلنا خريف وطن شلعت أحلامه العواصف الهوج، ولما يزل يراوح بين خيبةٍ ونزوة، بين انكسار وانكسار.
داكنة " لوحة الحكومة " وبلا ألق، بلا ومض ونهدة ضوء، لوحة تتلبس حضورنا، هي مرآتنا الماثــلة كبَــــرْدِ الحقيقةِ يلسعُ كما سياط الوهن ومَقاصلِ الخوف والتردد وجوهَنا الغائرة الضائعة، وقد فقدت أقلَّ معالمها، ومن لا وجه له يمشي بلا هديٍ غير بعيد من مهاوي الفتنِ وحدها القابلة للإزهار والتبرعم بقابلية ضعفنا وخطايانا الأكيدة، مرآة عاكسة لحزننا السخيِّ ولا لُبس في غبار همسها المكلوم يحجب الرؤيةَ والرؤيا، ولا برق يشق ليلها لنتلمس دروبنا التائهة.
ساعةَ نبحث في أكوام الظلمةِ المكدسةِ على دروبِ الضجر والانتظار، ولا نجدُ غير حرائق التهمت ما بقي من حاضر غاب وما ننتظر من آت يضيع، نتأكد أكثر من أي نكوص مضى ومن أي سقطة أخرى أننا نجذِّف في بحر من رمال، ونجدِّف كشخوص دأبها التهريج في ملهاة بائسة، والعالم يشاهد ويتابع ويسخر، فيما نحن عراة من وطن وانتماء ومن أرض وملح وحنظة، وأحلامنا السبيَّة نصال تُدمي وتُعمي، سياط لا تني تجلد ما بقي من مورقِ أفكارنا، نتبنى العقمَ ونخبئه في حقائب وحصص وتتنازعنا الأحجام والأوهام، ولوحة الحكومة داكنة، فضيحة سوداءَ نكراء، وسفينة مثقوب قاعها والبحر عاتٍ والأنواء لئيمة.
ويظل الانتظار إعصاراً يتشكلُ على منحنيات التعنت والتفلت وأحقاد ما عادت دفينة، تتمظهر مثل ندفِ ثلجٍ واضحة كتلاوة فصول كتاب اليأس المحبِطِ من الغلاف إلى الغلاف، من مقدمة إلى فهرس، ومن إهداء إلى فضيحة.
لا حكومة تشجب عصيَّ النوازع والأهواء، وأقصى حضورنا غياب، وأدناه موت زؤام وأحلام مصادرة بالعدل والقسط، بين من ارتضوا موتنا خيارا لا حياد عنه في وضح الجريمةِ أنْ عجِزنا عن رسم لوحة مزدانة باللون والضوء!
|
|
|
|
|
|
|
|
|